تركز الدراسة على مشاركة أفراد المجتمع المدني في إدارة الكوارث والأزمات مع التطبيق على حالة شمال غرب سورية، وذلك من خلال مؤشرات أربعة رئيسة، هي: الوعي المسبق، والقدرات العملية، والاتصال وتبادل المعلومات، والتنظيم والتعاون. أظهرت الدراسة المحددات التي حكمت قدرة الأفراد في التعامل مع الكوارث والأزمات في سياق بيئة الدراسة التي اتّسمت بالهشاشة، وأهمها ضعف الدور الرسمي للسلطات القائمة، في مقابل تصاعد دور منظمات المجتمع المدني بمختلف أشكالها. وأوضحت أن التعامل مع هذا الواقع قد تطلّب اعتماد منظمات المجتمع المدني على أساليب لامركزية في التوعية وبناء القدرات، وربط تلك الجهود بضوابط تستقي أساسها من الدين والأخلاق، بديلًا من الضبط السلطوي الذي كانت تمارسه في العادة مؤسسات الدولة. وبرزت أيضًا أهمية تقاسم الأدوار والمسؤوليات بين مختلف المنظمات والهيئات المدنية والفِرَق التطوعية، ووضع لائحة وطنية مركزية لمبادئ التطوع في حالات الكوارث والأزمات، وإنشاء لجنة مركزية ذات فروع للخدمات التطوعية، تُعنى بالتنسيق والتأهيل والتنظيم.