تبحث هذه الدراسة في كيفية تمكّن حكومة حماس من ضبط الأوضاع الأمنية في قطاع غزة بعد أحداث الانقسام عام 2007، على الرغم من حداثة تجربتها في الحكم، وحجم التحديات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي. وتعرض أبعاد الانفلات الأمني الذي عرفه القطاع قبل الانقسام، ثم تعالج استراتيجية حكومة حماس في التعامل معه من حيث إعادة بناء الأجهزة الأمنية، والتصدي لعسكرة العائلات، ومواجهة التنظيمات المتطرفة. وتخلص إلى أن الحكومة نجحت في التعامل مع المشكلة الأمنية، مشيرةً إلى عوامل عديدة ساهمت في هذا، منها جاهزيتها من الناحية البشرية والمؤسسية، وتحرّكها السريع والحاسم، وإصرارها على تحمّل كامل مسؤولياتها عن الحكم بعد نجاحها في الانتخابات التشريعية عام 2006 وعلى صعيد العمل الأمني للحكومة، فقد عاب العديد من الممارسات الأمنية أمورٌ تتصل بإشكالية عدم الفصل بين الحركة والحكومة، مثل استدعاء أفراد من الجهاز العسكري لدعم القوات الأمنية، ودمج العمل الرسمي الأمني مع الأنشطة غير الرسمية.