منذ اندلاع الثورة في سورية في عام 2011، وما تبعها من اضطرابات وحرب داخلية، نشطت المنظمات الدولية والمحلية في الاستجابة لاحتياجات المدنيين، لكنّ أنشطتها تجاهلت في معظمها ما يستوجبه الحفاظ على دينامية منظومة الأسرة السورية. كشفت الدراسة عن تجاهل المنظمات لأثر الحرب وطول سنواتها في الديناميكيات الجديدة المؤثرة في هذه المنظومة، وبخاصة التحول في أدوار الرجال والنساء التقليدية وفي تنشئة الأطفال. وفي هذا الوضع، ومع تصدّر المنظمات الدولية مشهد العمل الإنساني في سورية، وتحركها وفق أجنداتها الخاصة، برز السؤال عن مدى استيعابها للسياقات الأسرية والمجتمعية المتنوعة في سورية، ومدى إدراكها أهمية الاشتغال بدعم منظومة الأسرة السورية انطلاقًا من هذا الفهم. تهدف هذه الدراسة إلى توجيه أنظار صناع القرار في تلك المنظمات، وكذا أصحاب المصلحة على اختلافهم، إلى أهمية التوجه نحو إنتاج معرفة متوازنة وواعية بالسياقات المتنوعة في المنطقة العربية، بما يسهم في رسم سياسات تضطلع بتعافي المنظومات الأسرية في المناطق المتضررة من الحروب والكوارث.