ترصد هذه الدراسة الدور الذي أدّاه المتقاعدون من المؤسستين العسكرية والأمنية في الحياة النيابية الأردنية، من خلال عضويتهم في مجلس النوّاب الأردني، في الفترة 1989-2024، مع التركيز على العوامل التي أسهمت في ازدياد حضورهم خلال لحظات تاريخية مفصلية، ولا سيما بعد أحداث الربيع العربي. وتسعى لتحليل سلوك النوّاب، من خلفيات عسكرية، في التعامل مع الملفات التشريعية والرقابية المهمة؛ مثل تمرير التعديلات الدستورية، ومنح الثقة للحكومات، وطرح الأسئلة والاستجوابات، وتأثير ذلك في بنية مجلس النوّاب واتجاهاته. وقد لاحظت الدراسة أن نسبة تمثيل المتقاعدين العسكريين في المجلس تجاوزت نسبة الأصوات التي حصلوا عليها، وهذا يعكس التحوّلات السياسية التي أفرزتها تلك المرحلة. وخلصت إلى أن السلطة انتهجت سياسات استيعاب المتقاعدين العسكريين واحتوائهم، خصوصًا بعد بروز نواة معارضة في الشارع من هذه الفئة. وقد وُظِّف حضورهم النيابي لتعزيز أدوات الحكم، ودعم السياسات الموالية للحكومة، وتقليل الضغط الرقابي عليها.