تهدف هذه الدراسة إلى مراجعة مفهوم الحوكمة المتعددة المستويات خارج سياق نشأته الأوروبية في محاولة لتطبيقه على سياق سلطوي كحالة الصين، مستخدمةً برنامجًا تجريبيًا للمدن المنخفضة الكربون طُبّق في مدينة شنتشن باعتبارها حالة بحثية من أجل فحص العوامل التي تحفز المدن الصينية على تبنّي إجراءات سياسة الاستدامة من منظور حوكمة متعدد المستويات. وتكشف أن السلطوية المرنة في الصين تتمتع بقدرة تكيفية، عززت بقاء النظام. وتنتهي إلى أن التنمية الحضرية المنخفضة الكربون قد مثلت بابًا لتحولات مهمة انعكست على وفاء الدولة بالتزاماتها في حماية البيئة وبلوغ الغايات الوطنية في مجال الحد من استهلاك الطاقة، وكان لها آثار غيّرت ملامح نظام الإدارة المحلية الهرمي وطابع النظام السياسي الصيني ذاته، وذلك في اتجاه الحد من السلطوية لصالح تنمية محلية فاعلة تتشارك فيها أطراف المجتمع على اختلافها.