كان لوباء فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) آثار عميقة في كل المجتمعات، ووجدت الدولةُ والإدارةُ أنهما في بيئة تتسم بتغييرات دينامية وغير مألوفة وطارئة. وأصبحت التحولات، التي كانت قد بدأت قبل ذلك بسنوات، أكثرَ وضوحًا بشأن تمدد وظائف الدولة. لذلك سيتعين على الإدارات التكيف مع ظروفٍ شديدة التقلب: تغييرات ذات صلة بالاقتصاد، والفاعلون السياسيون، وإعادة صوغ سريع للأساليب، والمطالب المستجدة، وإعادة صوغ للعلاقة مع المجتمع. في ظل هذا السيناريو يبرز سؤالان مركزيان؛ الأول ذو طبيعة وصفية، يتعلق بتحول الدولة والإدارة في بيئة غير آمنة ومعقدة وطارئة، في حين ينصب السؤال الثاني على الطبيعة المنهجية والمفاهيمية، حيث تظهر الحاجة إلى اعتماد وتطبيق مفاهيمَ وقواعدَ منطقية تُتيح القدرة على حوارٍ متعدد التخصصات مع ما يكفي من الملاءمة والتطور من أجل وصف هذا التعقيد.