يدور الكتاب حول مفهوم السيادة على الغذاء، حيث يتضاءل الاهتمام بهذه المفاهيم المقاومة، المستقاة من ممارسات الناس وأفعالهم في مواجهتهم غوائل الإفقار وآثار سياسات التقشف، بالرغم من وضوح أنها الجزء المخفيّ من التحولات الاجتماعية والسياسية. فالمتأمل في الأحوال المعيشية في المنطقة العربية خلال العقد الماضي يدرك مدى صعوبة فصل مفاهيم السيادة الزراعية عمّا أضمره الربيع العربي من مطلبيات الديمقراطية الجذرية، وما يتصل بها من ديمقراطية التوزيع، وحلم الجماهير التي أعلنت عن غضبتها في موجتين هائلتين، بعدالة اجتماعية تترجم في سياسات لا تنحاز ضد الفقراء في الريف وهوامش المدن، وتنتج مكاسب حقيقية يلمسها هؤلاء المغبونون. هذا الكتاب يطلق صرخة علمية، معززة بالشواهد الميدانية، في وجه السياسات النيوليبرالية وطغيانها على الاقتصاد الزراعي في مصر. وهو يلفت النظر عن عالم منسيّ، بقرى حزام الريف الأشد فقرًا في شمال صعيد مصر ووسطه.
