تعرض هذه الدراسة التحوّلات التاريخية والمؤسساتية التي مرّت بها أجهزة الاستخبارات العراقية، بدءًا من استخدامها أدوات لترسيخ السلطة، وصولًا إلى تفككها بعد عام 2003 إلى كيانات مجزَّأة على أسس طائفية وإثنية وسياسية. وتحلل العوامل البنيوية والسياسية والقانونية التي شكّلت هذا التحوّل، مركزة على تأثير التدخلات السياسية الداخلية والخارجية والأزمات الأمنية المستمرة. واستندت إلى مصادر متنوعة، شملت وثائق رسمية وسجلات أرشيفية، وأكثر من 60 مقابلة مع ضباط مخابرات عراقيين، إلى جانب مراجعة الأدبيات الأكاديمية. وتخلص إلى أن انقسام الأجهزة الاستخبارية ما زال يعرقل الحوكمة الفعالة والاستقرار، حيث أفرزت المرحلة ما بعد 2003 جهازًا هشًا ومتعدد الولاءات، ما أضعف الأداء الأمني وثقة المواطن بالدولة.